غزة تحت النار: مشاهد مروعة في جباليا بعد القصف المستمر والحصار الخانق
مسؤول في وزارة الصحة بغزة: جثث الشهداء منتشرة في شوارع جباليا بسبب القصف المستمر
في واحدة من أحلك الفصول التي يشهدها القطاع المحاصر، تحدث مسؤول رفيع في وزارة الصحة في غزة عن الوضع الإنساني المأساوي في جباليا، إحدى أكثر المناطق تضررًا من التصعيد العسكري والقصف المستمر. تأتي هذه التصريحات لتسلط الضوء على حجم الكارثة التي يعاني منها السكان المحاصرون، حيث أشار المسؤول إلى أن "جثث عشرات الشهداء منتشرة في شوارع جباليا بفعل القصف المستمر"، في مشهد يصف الفاجعة الإنسانية التي تضرب هذه البلدة الصغيرة.
القصف المستمر والدمار المنتشر
منذ بداية التصعيد، كانت جباليا واحدة من أكثر المناطق تعرضاً للقصف الجوي والبري، حيث استهدفت المنازل والبنية التحتية بشكل عشوائي، مما أدى إلى دمار واسع ووقوع مئات الضحايا بين شهيد وجريح. القصف المكثف جعل من الصعب على فرق الإسعاف والإنقاذ الوصول إلى المناطق المتضررة، حيث أشار مسؤول وزارة الصحة إلى أن "الجثث ما زالت متناثرة في الشوارع بسبب استمرار الهجمات"، في مشهد يوحي بمدى فداحة الأوضاع في المنطقة.
الحصار الخانق والجوع والعطش
لكن القصف ليس وحده الذي يفتك بالسكان. وفقًا لنفس المصدر، فإن الحصار المفروض على جباليا فاقم من المعاناة الإنسانية، حيث "قضى عدد من المدنيين جوعًا وعطشًا داخل منازلهم". مع استمرار الحصار وانقطاع المواد الغذائية والمياه، أصبح الوصول إلى الضروريات الحياتية مثل الطعام والماء مستحيلاً بالنسبة لكثير من الأسر. المئات من المدنيين لا يستطيعون مغادرة منازلهم بسبب الحصار والخوف من التعرض للقصف في حال حاولوا الهروب.
أزمة إنسانية بلا مخرج
تشير الأرقام الأولية إلى أن هناك مئات العائلات في جباليا تعيش في ظروف قاسية، دون إمكانية الوصول إلى المساعدات أو الفرق الطبية. مستشفيات المنطقة تعمل بطاقة محدودة للغاية، إذ تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. وفي ظل هذا الوضع، تتفاقم معاناة الجرحى والمصابين الذين لا يجدون من يسعفهم، ما يزيد من عدد الضحايا.
صمت المجتمع الدولي
وسط هذه المشاهد المأساوية، يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية. ورغم المناشدات المتكررة من الهيئات الإنسانية ومنظمات الإغاثة، إلا أن الحصار والقصف ما زالا مستمرين، مما يفاقم المعاناة بشكل يومي. ويخشى المسؤولون في غزة من أن الأوضاع قد تتدهور أكثر إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية عاجلة لإجلاء الجرحى وتوصيل المساعدات إلى السكان المحاصرين.
مناشدات لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية
في ظل هذه الظروف، تكرر وزارة الصحة في غزة مناشدتها العاجلة للمجتمع الدولي والجهات الإنسانية للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والمرضى وتوصيل المساعدات الإنسانية. مع استمرار التصعيد، أصبح الوضع الإنساني في جباليا وغيرها من مناطق القطاع أكثر تفاقمًا، ولا يبدو أن هناك نهاية قريبة لهذه المعاناة.
الخاتمة: أزمة لا تنتهي
في ظل هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه جباليا، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الحصار والدمار؟ وإلى متى سيبقى المدنيون الأبرياء يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع الذي لا نهاية له في الأفق؟ مع كل يوم يمر، تتزايد أعداد الضحايا وتتراكم المآسي، مما يجعل الحاجة إلى حل إنساني عاجل وضروري أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.